القيادة المشتركة

تمثل القيادة أهمية كبرى في نجاح العمل الا أنه القيادة نفسها عملية نسبية ذلك أن الفرد قد يكون قائدا فى موقف وتابعا في موقف اخرلذلك يرتبط مفهوم القيادة بمفهوم المسئولية ارتباطا وثيقا وترتبط القيادة أيضا بنمط الشخصية وتعتبر القيادة بمختلف مستوياتها هي الجهة المخططة والمشرفة والمنفذة لجميع العمليات والأنشطة والهدف منها تنظيم وتنسيق الجهود وصولاإلى تحقيق الأهداف
ظل مفهوم القيادة منحصراً حول تأثير شخص واحد على مجموعة من الأشخاص وكرس هذا المفهوم أغلب نظريات القيادة
القيادة المشتركة تنطلق من فكرة أساسية وهى أن الثأثير والقوة مشتركة بين أعضاء فريق العمل الواحد دون أن تكون فقط بيد شخص واحد.
بعبارة أخرى أن القيادة هى عملية جماعية وليست فردية ومن ناحية تاريخية فقد ظهرهذا المفهوم في نهاية التسعينات وبداية القرن الحادى والعشرين
وقد عرفت القيادة المشتركة بأنها عملية تفاعلية بين مجموعة من الأفراد يشتركون فيما بينهم فى القوة والنفوذ ويقودون بعضهم البعض لتحقيق أهداف المجموعة والمؤسسة التى يعملون بها
وفي تعريف آخر ذكره كوكولوسكى وهو بأن القيادة المشتركة هى صفة حديثة يتصف بها أعضاء فرق العمل الذين يشتركون في النفوذ ويمارسون القيادة فيما بينهم من أجل تحقيق أهداف المنظمة
أن التحديات المختلفة التي تواجه قادة المؤسسات بصفة عامة والمؤسسات التعليمية بصفة خاصة اليوم تجعل من الصعوبة وجود جميع المهارات والكفاءات والقدرات المطلوبة لقيادة مؤسسة بشكل فعال لدى شخص واحد.
لذلك الحل هو في القيادة المشتركة بإعتبارالقيادة سلوكا يمارس على مستوى متوازى وأفقى بين أعضاء الفريق الذين هم فى نفس المستوى الوظيفي بدلا من القيادة الرأسية والعمودية من شخص واحد تجاه مرؤسيه
وقد يسأل البعض هل الأدوار التي يقوم بها القائد يمكن توزيعها والمشاركة فيها بين أعضاء الفريق؟
وللإجابة على هذا السؤال أقول :
أجريت مجموعة من الدراسات حول مدى تأثير القيادة المشتركة على أداء فرق العمل عام 2010 قام العالمان ميوثيل وهيوقيل بدراسة حول هذا الموضوع وقد وجدوا بأن القيادة المشتركة أدت إلى زيادة في أداء وعطاء فريق العمل وكان ذلك لعدة أسباب منها:
أولا ان القيادة المشتركة تجعل طبيعة العمل مرنة وتسهل اتخاذ القرارت التي يقوم بها أى عضو للفريق بدلا من طلب موافقة قائد الفريق كما فى قيادة الرأسية
أن السلوكيات التى يقوم بها الفريق ذو القيادة المشنركة تجعلهم يتعاونوا ويدعموا بعضهم البعض لأن النجاح في القيادة المشتركة لجميع أعضاء الفريق بدلا أن يتم توجيه النجاح فقط لقائد الفريق كما فى القيادة الرأسية
ومن أحدث الدراسات العلمية المنشورة مؤخرا التى قام بها وانج وزملاءه الباحثين2014 الذين اكتشفوا أن القيادة المشتركة تزيد من فعالية فريق العمل خاصةً إذا كانت طبيعة العمل معقدة أى أنها تتطلب مستوى عالى من المعرفة والإبداع بين أعضاء الفريق وسبب ذلك أن العمل الذي يتطلب معرفة عالية يجعل أعضاء الفريق بحاجة إلى بعضهم البعض للحصول على المعرفة وهو ما يمكن تحقيقه من خلال القيادة المشتركة
ومجمل القول حتى تتحقق القيادة المشتركة لا بد من توفر ثلاثة أبعاد رئيسية ذكرها كارسون وزملاؤه:
الهدف المشترك: عندما يكون غاية فريق العمل واحدة وفهمهم لهذه الغاية مشترك فإنهم يتفاهمون ويتعاونون فيما بينهم للوصول لهذا الهدف
الدعم الإجتماعي: ويقصد هنا دعم أعضاء الفريق بعضهم البعض عاطفياً ونفسياً وهذا يحدث من خلال التحفيز والتقدير الذاتي لإنجاز كل عضو في الفريق
مساهمة الأعضاء: مدى مشاركة كل أعضاء الفريق ومساهمتهم لتحقيق الهدف المشترك بينه